فيروس سي.. كل ما تحتاج معرفته عن المرض الخفي

التهاب الكبد الوبائي "سي" مرض خطير يُصيبك دون سابق إنذار؛ فقد لا تظهر الأعراض لفترة طويلة، وهو ناتج عن عدوى فيروسية تؤثر في الكبد، مسببةً التهابات وتورماً، وتؤدي إلى إتلاف أنسجة الكبد مع مرور الوقت.

ينتقل فيروس "سي" عن طريق دخول دم شخص مصاب في جسم آخر غير مصاب، سواء بسبب استخدام الحقن غير النظيفة، أو معدات طبية غير معقمة، وممارسة العلاقة الجنسية؛ حيث يصل عدد المصابين بهذا الفيروس إلى 60 مليوناً بمختلف أنحاء العالم، وفقاً لموقع "Cleveland Clinic".

مراحل الإصابة بفيروس "سي"

تمر العدوى بعدة مراحل؛ أولاها الحضانة، التي تعني أنه عندما تُصاب بالفيروس للمرة الأولى، يستمر في التكاثر حتى يصل إلى حد يتعرف فيه الجسم على العدوى، ثم يبدأ الجهاز المناعي في محاربته، وتظهر الأعراض الملحوظة.

تستمر فترة الحضانة من أسبوعين إلى 6 أشهر، وبعدها تبدأ مرحلة العدوى الحادة التي تظهر أعراضها على 20% من المصابين، التي تتمثل في إصابتك بالحمى والتهابات عضو الكبد، وتصل مدة المرحلة الحادة إلى 3 أشهر، وقد تُعالج بالأدوية المضادة للفيروسات في حالة تشخيص المرض.

ولسوء الحظ فإن 80% من المصابين بالتهاب الكبد "سي" يعانون عدوى مزمنة طويلة المدى، وهذا يشير إلى التهابات وتورمات مستمرة في الكبد؛ ما يؤدي إلى تلف العضو، وتندبه بمرور الوقت، وتصل نسبة خطر الإصابة بالتليف الناتج عن عدوى التهاب الكبد الوبائي المزمن نحو 25% بعد 20 عاماً من الإصابة.

أعراض العدوى الطويلة الأمد المصاحبة لـ"فيروس سي"

ويعتبر النزيف المستمر والكدمات والشعور بالتعب، إضافةً إلى فقدان الشهية واصفرار الجلد أو بياض العيون، والبول داكن اللون وحكة الجلد، وتراكم السوائل في المعدة، وتورم الساقين وفقدان الوزن من أعراض العدوى الطويلة الأمد المصاحبة لفيروس "سي".

وتستمر سلسلة الأعراض التي تتضمن حدوث تداخل في الكلام والشعور بالارتباك والنعاس، إضافةً إلى ظهور الأوعية الدموية العنكبوتية الموجودة على الجلد.

يمكن للأطباء معرفة الفرق بين عدوى التهاب الكبد "سي" وأمراض الكبد الأخرى باستخدام اختبارات فحص وتصوير العضو المصاب، بحسب موقع "Health".

كيف تتأكد من إصابتك بالتهاب الكبد المزمن "سي"؟

هناك العديد من الاختبارات التي تُجرى للكشف عن تلف الكبد الناتج عن الالتهاب، ومنها تصوير المرونة بالرنين المغناطيسي، الذي يمزج بين تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات المنخفضة التردد، للكشف عن أنسجة الكبد المتصلبة والتالفة.

ويُعتبر تصوير المرونة العابرة نوعاً آخر من الموجات فوق الصوتية؛ حيث يرسل اهتزازات للكبد لتقييم مستويات التلف. أما خزعة الكبد التي تؤخذ فيها قطعة صغيرة من نسيج العضو، فتساهم في الفحص بالمختبر للكشف عن الأمراض، ويمكن لتحاليل الدم أيضاً إظهار مقدار التندب في الكبد، بحسب "مايو كلينك".

يمكن للأدوية المضادة للفيروسات الجديدة علاج فيروس "سي" المزمن بين 95-98% من الحالات، في غضون 8 إلى 24 أسبوعاً، لكنها قد لا تكون مناسبة للجميع بسبب آثارها الجانبية.

وفي حالة الإصابة بفشل الكبد، فالعلاج الوحيد قد يكون زرع الكبد، وهذا يعتمد على توافر عضو جديد، والوُجود في قائمة انتظار حتى يحين دورك.

وفي النهاية يمكن الوقاية من أمراض الكبد عن طريق تجنب تعاطي المخدرات، ومنع استخدام إبر الوشم التي قد لا تكون مُعقمة، إضافةً إلى عدم مشاركة فرشة أسنانك وشفرات الحلاقة مع أشخاص آخرين.