لماذا قد يكون الأرز البني أخطر مما تعتقد؟ مفاجأة غير متوقعة

تعد الحبوب من الأطعمة الأساسية التي يعتمد عليها الكثيرون في نظامهم الغذائي ومن بين هذه الحبوب يشهد الأرز البني إقبالاً كبيراً بسبب اعتقادات تتعلق بفوائده الصحية مقارنةً بالأرز الأبيض، ومع ذلك تكشف دراسة حديثة عن وجود خطر غير متوقع حيث يحتوي الأرز البني على مستويات أعلى من الزرنيخ وهو معدن سام طبيعي، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان خياراً صحياً كما يُعتقد.

أسباب تزايد الزرنيخ في الأرز البني

فوائد الأرز البنيأسباب تزايد الزرنيخ في الأرز البني

يتكون الأرز من 3 طبقات رئيسية: القشرة، والجنين، والاندوسبيرم، بينما يحتفظ الأرز البني بجميع هذه الطبقات يقتصر الأرز الأبيض على الاندوسبيرم فقط.

ويقول الأستاذ المتميز في علم الأحياء النباتية بجامعة روتجرز، الدكتور مارك جريجوري روبسون، إن الزرنيخ يتراكم في طبقة القشرة التي تتم إزالتها خلال عملية الطحن التي تنتج الأرز الأبيض، وبالتالي فإن الأرز البني يحتوي على مستويات أعلى من الزرنيخ مقارنةً بالأرز الأبيض، ما يزيد من احتمالية تعرض الأفراد له.

الأرز البني الأرز البني يحتوي على مستويات أعلى من الزرنيخ مقارنةً بالأرز الأبيض

ما مدى خطورة الزرنيخ في الأرز؟

بالرغم من أن التعرض للزرنيخ من تناول الأرز البني لا يُعتبر خطراً حاداً على الصحة العامة، إلا أن هناك بعض المخاوف المتعلقة بالتأثيرات طويلة الأمد، حيث يوضح الدكتور كريستيان كيلي سكوت؛ المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة وزميل ما بعد الدكتوراه في علوم الطعام والتغذية البشرية بجامعة ولاية ميشيغان، أن التعرض للزرنيخ من الأرز لا يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد ما لم يتم تناول كميات كبيرة منه بشكل يومي على مدار سنوات.

ومع ذلك فإن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لمخاطر الزرنيخ، حيث يمكن أن يزيد التعرض لهذا المعدن من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان أو مشاكل الذاكرة والذكاء في المستقبل، حسب "very well health".

الأرز البني والألياف: فوائد إضافية

على الرغم من مستويات الزرنيخ الأعلى لا يمكن تجاهل الفوائد الصحية للأرز البني، حيث يحتوي الأرز البني على الألياف بشكل أكبر من الأرز الأبيض لاحتفاظه بالقشرة والجنين.

وتقول أخصائية التغذية المسجلة والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، ديبي بيتيبان، إن الألياف مهمة لصحة الجهاز الهضمي، حيث تساعد على الحفاظ على انتظام الهضم وتدعم مستويات السكر في الدم الصحية، وقد تساهم في خفض الكوليسترول.

مشاكل الجهاز الهضمي الألياف مهمة لصحة الجهاز الهضمي

وتشير الدراسات إلى أن البالغين يحتاجون إلى بين 22 و34 جراماً من الألياف يومياً، ويمكن أن يوفر كوب واحد من الأرز البني المطبوخ 3.5 جرامات من الألياف.

هل يجب اختيار الأرز البني أم الأبيض؟

عند المقارنة بين الأرز البني والأبيض نجد أنهما يحتويان على كميات مشابهة من السعرات الحرارية والبروتين، ومع ذلك يبرز الأرز البني بفضل احتوائه على المزيد من العناصر الغذائية المهمة مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم.

وتقول أخصائية التغذية السريرية في مركز UW الطبي، جودي سيمون، إن الأرز الأبيض ليس خياراً ضاراً بشكل جوهري، فهو يُعزز في العديد من البلدان بالعناصر الغذائية المفقودة أثناء معالجته مثل الحديد وفيتامينات ب.

وفيما يتعلق بمؤشر السكر في الدم يحتوي الأرز الأبيض على مؤشر غليسيمي أعلى قليلاً من الأرز البني، ما يعني أنه قد يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة أكبر، وهو ما يمكن أن يكون أمراً مهماً لأولئك الذين يعانون من مرض السكري.

هل يجب اختيار الأرز البني أم الأبيض؟هل يجب اختيار الأرز البني أم الأبيض؟

الخيار المناسب لصحتك

بغض النظر عن الخيارات المختلفة بين الأرز البني والأبيض يبقى المهم هو كيفية إدخال الأرز في النظام الغذائي كجزء من مزيج غذائي متوازن، ووفقاً للخبراء يمكن أن يكون أي من النوعين خياراً صحياً في النظام الغذائي طالما أن الكمية هي العامل الحاسم، إضافةً إلى المحتويات الأخرى على الطبق.