كشفت دراسة حديثة عن ارتباط ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال الأكبر سناً الأصحاء بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني وهي حالة قلبية شائعة تزيد من خطر السكتة الدماغية.
واستند البحث إلى دراسات سابقة مثل تجربة Testosterone Replacement Therapy for Assessment of Long-term Vascular Events and Efficacy Response in Hypogonadal Men (TRAVERSE)، التي وجدت أن الرجال الذين يتلقون العلاج ببدائل التستوستيرون (TRT) ولديهم عوامل خطر لأمراض القلب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
من يتلقى العلاج ببدائل التستوستيرون أكثر عرضة للرجفان الأذيني
ولكن النتائج الجديدة التي نشرت في The Lancet أظهرت أن حتى الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة طبيعياً من التستوستيرون ولا يعانون من أمراض قلبية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
الرجفان الأذيني هو اضطراب شائع في نظم القلب حيث تفقد الحجرات العلوية والسفلية للقلب تنسيقها مما يؤدي إلى نبضات قلب غير منتظمة أو سريعة جداً أو بطيئة جداً، وقد يعاني المصابون به من أعراض مثل خفقان القلب والدوخة وضيق التنفس أو ألم الصدر بينما لا يشعر آخرون بأي أعراض.
ووفقاً لـCenters for Disease Control and Prevention (CDC)، من المتوقع أن يصل عدد المصابين بالرجفان الأذيني في الولايات المتحدة إلى 12.1 مليون شخص بحلول عام 2030، كما يسبب هذا الاضطراب حوالي 14% من حالات السكتة الدماغية وغالبًا ما تكون هذه السكتات أكثر حدة.
أجرت الباحثة كامي تران، من جامعة موناش، وفريقها دراسة على 4,570 رجلاً فوق سن السبعين جميعهم كانوا أصحاء ولم يكن لديهم تاريخ مرضي لأمراض القلب أو السرطان أو أمراض الغدة الدرقية أو الخرف.
وتم جمع عينات الدم والبول من المشاركين عند بداية الدراسة ثم تمت متابعتهم كل ستة أشهر لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، خلال هذه الفترة تم تسجيل 286 حالة إصابة بالرجفان الأذيني.
وأظهرت النتائج أن الرجال الذين أصيبوا بالرجفان الأذيني كانت لديهم مستويات أعلى من التستوستيرون عند بداية الدراسة حيث بلغ متوسطها 17 نانومول/لتر مقارنةً بـ 15.7 نانومول/لتر لدى غير المصابين، كما تبين أن الرجال الذين لديهم مستويات التستوستيرون الأعلى كانوا أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
ارتفاع التستوستيرون يجعلك أكثر عرضة للرجفان الأذيني
وجدت الدراسة أن العلاقة بين التستوستيرون والرجفان الأذيني ليست خطية تماماً، حيث إن الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة جداً من التستوستيرون كانوا أيضاً أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
وقالت تران: "تشير العلاقة غير الخطية إلى أن الحفاظ على مستويات التستوستيرون ضمن النطاق المتوسط قد يساعد في تقليل خطر الرجفان الأذيني".
تواجه الدراسة بعض القيود مثل عدم جمع العينات في وقت محدد من اليوم، ما قد يؤثر على مستويات التستوستيرون بسبب التغيرات الطبيعية خلال اليوم، كما لم يتم قياس بعض الهرمونات الأخرى مثل الإستراديول وديهيدروتستوستيرون (DHT)، ما يحد من فهم آليات تأثير التستوستيرون على القلب.
واقترحت "تران" بعض الفرضيات المحتملة حول كيفية تأثير التستوستيرون على صحة القلب، ومنها:
وجود صلة بين ارتفاع التستوستيرون وقصر التيلوميرات وهو ما يرتبط بزيادة خطر الرجفان الأذيني.
تحول التستوستيرون إلى الإستراديول مما قد يؤثر على تعبير الجينات في الدهون المحيطة بالقلب.
تحول التستوستيرون إلى الإستراديول يؤثر على الجينات في دهون القلب
زيادة استثارة أنسجة القلب بسبب التستوستيرون ما قد يزيد من خطر اضطراب النظم القلبي.
قد يكون الأشخاص الذين يعانون من انخفاض التستوستيرون مهتمين بالعلاج ببدائل التستوستيرون (TRT) لكن هذه الدراسة تؤكد أهمية الموازنة بين الفوائد والمخاطر.
وينصح الأطباء المرضى الذين يقررون بدء TRT بمراقبة أي أعراض جديدة، مثل:
نمو الشعر الزائد في الجسم
السلوك العدواني أو الاندفاعي
الصداع
زيادة الشهية