البكتيريا النافعة في الأمعاء تلعب دوراً حيوياً في صحة الجهاز الهضمي والمناعة العامة، مع تزايد الاهتمام بالصيام كأسلوب حياة صحي يتساءل الكثيرون عن تأثيره على هذه البكتيريا، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن الصيام يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على توازن الميكروبيوم المعوي. تحسين تنوع البكتيريا النافعة
أظهرت دراسة نشرت في مجلة "Cell" أن الصيام بشكل عام والصيام المتقطع بشكل خاص يمكن أن يعزز تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء، وأن التنوع البكتيري هو مؤشر مهم لصحة الجهاز الهضمي حيث يرتبط بتحسين الهضم وتقليل الالتهابات وتعزيز المناعة، فالصيام يعطي الجهاز الهضمي فرصة للراحة مما يسمح للبكتيريا النافعة بالنمو والتكاثر بشكل أفضل.
البكتيريا النافعة في الأمعاء تقوم بتخمير الألياف الغذائية لإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البوتيرات والبروبيونات هذه الأحماض تلعب دوراً مهماً في تغذية خلايا الأمعاء وتقليل الالتهابات، ووفقاً لبحث نشر في مجلة "Nature Microbiology" فإن الصيام يمكن أن يعزز إنتاج هذه الأحماض الدهنية مما يدعم صحة الأمعاء بشكل عام.
الصيام يمكن أن يساعد في تقليل نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء، عندما لا يتناول الشخص الطعام لفترات طويلة تقل مصادر الطاقة المتاحة للبكتيريا الضارة مما يحد من تكاثرها، وفي دراسة أجرتها جامعة "كاليفورنيا" أظهرت أن الصيام يمكن أن يعيد توازن الميكروبيوم المعوي عن طريق تقليل البكتيريا المسببة للأمراض.
حاجز الأمعاء هو خط الدفاع الأول ضد السموم والبكتيريا الضارة، والصيام يمكن أن يعزز صحة هذا الحاجز عن طريق زيادة إنتاج المخاط وتقوية الخلايا الظهارية في الأمعاء، هذا التأثير يساعد في منع تسرب السموم إلى مجرى الدم مما يقلل من خطر الإصابة بالالتهابات والأمراض المزمنة.
الالتهام الذاتي هي عملية طبيعية يقوم فيها الجسم بتفكيك وإعادة تدوير الخلايا التالفة، والصيام يحفز هذه العملية مما يساعد في إزالة الخلايا التالفة في الأمعاء وتعزيز نمو خلايا جديدة، وهذا التأثير يدعم صحة الميكروبيوم المعوي ويحسن وظائف الجهاز الهضمي.تنظيم استجابة الجهاز المناعي
الصيام يمكن أن يقلل من الالتهابات في الأمعاء عن طريق تنظيم استجابة الجهاز المناعي، ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة "Frontiers in Immunology" فإن الصيام المتقطع يمكن أن يقلل من مستويات البروتينات الالتهابية في الأمعاء مما يدعم صحة البكتيريا النافعة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل التهاب القولون التقرحي.