مشاهدة المسلسلات أثناء تناول الإفطار من العادات الرمضانية التي تتوارثها الأجيال دون الانتباه إلى مخاطرها الصحية، خاصةً مع تزايد إعلانات الأغذية غير الصحية خلال تلك الفترة، ما قد يؤثر في خيارات الأطفال الغذائية ويتسبب في إصابتهم بالسمنة.
نشعر جميعاً بالسعادة عند التجمع مع العائلة على مائدة واحدة خلال رمضان، ومشاهدة المسلسلات والبرامج، لكن ليس كل ما تحبه ينبغي ممارسته، لأنه يمكن أن ينتج عنه عادات غير صحية، تضر بالبالغين والصغار، حسب "Timesofindia".
تؤدي مشاهدة التلفزيون أثناء تناول الطعام إلى الإفراط في كمية الطعام المستهلكة، خاصةً عند تناول الوجبات الخفيفة المعبأة والحلويات ذات السعرات الحرارية العالية، وتحفز عادات الأكل غير الصحية، حيث إن استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون، يكون أكثر نسبياً مقارنةً بالمواد الغذائية الصحية.
وفقاً للعلوم الطبية، عندما نأكل ترصد الدماغ المعالجة الداخلية للطعام، ويرسل المخ إشارات تتعلق بالذوق وإشباع رغبة الأكل، ولكن عندما نأكل خلال مشاهدة التلفزيون نفقد التركيز بشكل كبير، لأنه يسبب الإلهاء عن مهمة الأكل، وبالتالي يحدث تشتت المخ، ويرسل إشارات خطأ، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
مشاهدة التلفزيون لا تساعد على حرق السعرات الحرارية، بل تقلل معدل الأيض الذي يحفز عملية الهضم بشكل مثالي.
تزيد مشاهدة التلفزيون خلال ساعات الغداء من الرغبة في تناول وجبة خفيفة بعد الظهر، لذا يفضل الابتعاد عن المشاهدة خلال أوقات الطعام، وبالرغم من أن الأمر يعد ممتعاً عند مشاهدة ما تحب، إلا أن استهلاك العقل في نشاطين بوقتٍ واحد -وفقاً للعلوم الطبية- يمنع الشعور بالرضا في أي من الحالتين.
توجد صلة واضحة بين إعلانات الطعام التي يشاهدها الأطفال، واختياراتهم الغذائية ورغباتهم الشديدة وأنماط تناولهم للطعام، وبالتالي فإن الزيادات في معدلات السمنة لدى الأطفال هي استجابة طبيعية للتقنيات الحديثة، التي تستخدمها الشركات على منصات متعددة، مثل التلفزيون والهواتف المحمولة واللاب توب، حيث تستهدف عقول الأطفال من خلال المواد الإعلانية، حسب "Obesity Health Alliance".
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يتم تصنيف ما يقرب من 75% من الأطعمة التي يُعْلَن عنها للأطفال على أنها غير صحية، في حين أن 50% من الوقت المخصص لبرامج الأطفال التلفزيونية تشغلها إعلانات الطعام، ولا يعلن أي منها عن الفواكه أو الخضروات، وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية.
وهذا يمكن أن يعيق النمو العقلي للأطفال، ويؤثر في تفضيلاتهم لفترة طويلة في مرحلة البلوغ، وبصرف النظر عن آثار الإعلانات الغذائية على الصحة العقلية، فإن هذه الممارسة تزيد خطر إصابة الأطفال بالسمنة، وتعرض الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن، للمعاناة من صعوبات سلوكية وعاطفية، بما في ذلك تدني احترام الذات والاكتئاب وضعف المهارات الاجتماعية، وفقاً لـ"اليونيسف".