مع دخول فصل الصيف، تعود مصر إلى تطبيق التوقيت الصيفي؛ حيث يتم تقديم الساعة 60 دقيقة؛ فهل يؤثر تغيير الساعة والتوقيت الصيفي على الصحة وتنظيم المهام اليومية؟
التوقيت الصيفي يشير إلى تغيير التوقيت الرسمي في مصر مرتين سنوياً؛ حيث يتم إعادة ضبط الساعة في بداية الربيع، وتحديداً مع أول ساعة في فجر الجمعة 26 أبريل 2024، بتقديم الساعة "60 دقيقة"، ثم إعادتها مرة أخرى إلى التوقيت الشتوي بتأخيرها 60 دقيقة مع بداية الخريف.
وتُطبِّق نحو 70 دولة حول العالم التوقيت الصيفي، بهدف تبكير أوقات الفعاليات العامة والعمل، وقضاء وقت أطول خلال النهار؛ ما يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة.
هناك بعض الأضرار المحتملة للتوقيت الصيفي، وفيما يلي بعض منها، نقلاً عن "Businessinsider":
يؤثر التوقيت الصيفي بشكل مباشر على الساعة البيولوجية، وخاصةً لأننا نغير دورة يومنا بعد تعديل الساعة؛ ولهذا السبب يُشار إلى التأثير الذي يمكن أن يُحدِثه التوقيت الصيفي على ساعاتنا الداخلية باسم "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الاجتماعية"؛ أي الانتقال من فترة زمنية إلى أخرى.
ووفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، فإن التوقيت الصيفي يؤدي إلى حدوث خلل في الساعة الداخلية للجسم؛ ما يسبب اضطرابات النوم. ونتيجةً لذلك، يستيقظ العديد من الأشخاص مبكراً، ويواجهون صعوبة في النوم، ويصبحون أكثر عرضةً للاستيقاظ طوال الليل.
وفقًا لمقالة نُشرت عام 2022 في اقتصاديات الصحة، فإنه بعد التحول الربيعي للتوقيت الصيفي، ارتفع معدل الانتحار بنسبة 6.25%، وارتفع معدل الوفيات المجمعة بسبب الانتحار وتعاطي المخدرات بنسبة 6.59% في الولايات المتحدة الأمريكية. ويرجع ذلك إلى التأثير السلبي للتوقيت الصيفي على رفاهية الأفراد بعد زيادة عدد ساعات العمل؛ ما يحفز الشعور بالاكتئاب المستمر.
يمكن أن يُعرِّض التوقيت الصيفي الأشخاص لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى زيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ووفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، فإن معدل السكتة الدماغية كان أعلى بنسبة 8% خلال أول يومين من التوقيت الصيفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2016.
تزداد عدد ساعات العمل بسبب التوقيت الصيفي؛ ما يجعل الموظفين يشعرون بالملل والإحباط والصداع المتواصل، فيقضون معظم الوقت على الإنترنت، ويصبحون أقل إنتاجيةً من حيث العمل.
عندما ينتهي التوقيت الصيفي، يصبح اليوم أقصر، وتقل عدد ساعات ظهور الشمس؛ ما يؤدي إلى اضطراب عاطفي موسمي، وهو الاضطراب الذي يصفه المعهد الوطني للصحة العقلية بأنه "نوع من الاكتئاب يتميز بنمط الموسمي المتكرر".
على الرغم من انزعاج البعض من التوقيت الصيفي، فإن هناك فوائد مهمة ينبغي النظر إليها، بما في ذلك تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، كما أنه يحسن الصحة العامة؛ إذ يسمح لك بممارسة المزيد من الرياضة بالخارج. ويرجع ذلك إلى طول فترة النهار، بحسب "Popular Mechanics".
ينبغي تنظيم الوقت جيداً خلال التوقيت الصيفي، من خلال ممارسة التمرينات الرياضية في الصباح، والحصول على عدد ساعات كافية من النوم، ويُفضَّل الابتعاد عن أي مصدر إضاءة، وتناول الطعام الصحي الغني بالعناصر الغذائية التي تعزز من مستويات الطاقة بالجسم؛ ما يجعلك أكثر نشاطاً وإنتاجيةً خلال عدد ساعات العمل، ويُفضَّل النوم مبكراً والابتعاد عن السهر وتجنُّب الأطعمة التي تزيد من الانتفاخ في الليل، وتحرمك من النوم.