تعد الشهور الأولى من حياة الطفل هي الأهم على الإطلاق، فيما يتعلق بالحفاظ على صحته، لذا ينصح الأطباء دائماً بالرضاعة الطبيعية، إذ تمنحه العديد من الفوائد الصحية التي تصل إلى الحماية من السرطان.
كشفت دراسة -أجراها باحثون من جامعة تكساس "إيه آند إم" على مجموعة من الأمهات المرضعات الأمريكيات من مختلف الأعمار، ونُشرت في "Toxicology and Applied Pharmacy"- أن الأمهات المرضعات اللاتي يتناولن الخضراوات مثل البروكلي والكرنب ينقلن الفوائد الصحية إلى أطفالهن الرضع.
الرضاعة الطبيعية يحمي
وتوصلت الدراسة إلى أن المادة الكيميائية النباتية الموجودة في الخضراوات الصليبية مثل الجرجير، والقرنبيط، والكرنب، واللفت، يمكن أن تنتقل عبر حليب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية، ما يعزز صحة الأطفال بشكل كبير، لذا لابد أن تلتزم الأمهات بإرضاع أطفالهن والابتعاد عن الحلول البديلة، التي لا تمنح الطفل العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها من أجل بناء قوي، نقلاً عن "Medicalxpress".
وفي هذا الإطار، أوضحت د. ناتالي جونسون باحثة في جامعة تكساس، وشاركت في الدراسة، أن المواد الكيميائية النباتية توفر الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، والتدهور الإدراكي، كما تساعد على العيش لفترة أطول أيضاً.
يعد حليب الثدي أفضل مصدر للتغذية بالنسبة لمعظم الأطفال، وبجانب ما توصلت إليه الدراسة الأمريكية، توجد بعض الفوائد الأخرى للرضاعة الطبيعية، حيث يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية على حماية الأطفال من بعض الأمراض طويلة الأمد، وتجعلهم أقل عرضة للإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ، والسكري من النوع الأول، والربو، والسمنة، ومشاكل المعدة والتهابات الأذن.
ولأن حليب الثدي غني بالأجسام المضادة التي تحمي من الإصابة بالأمراض، فيمكن أن تنقلها الأم إلى طفلها، ما يساهم في تطوير نظام المناعة، لذا ينبغي عدم إهمال الرضاعة الطبيعية في الشهور الأولى، لأنها توفر للرضع حماية كاملة، خاصةً أنهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية، بسبب ضعف مناعتهم، وفقاً لـ"Centers for Disease Control and Prevention".الرضاعة الطبيعية يحمي
يعتقد البعض أن الرضاعة الطبيعية تفيد الأطفال فقط، وتمنحهم العديد من الفوائد الصحية، ولكنها تعزز صحة الأم أيضاً، وتحمي من المشكلات الصحية، وتسهل فقدان الوزن الذي تكتسبه المرأة أثناء فترة الحمل.
وبجانب ذلك، تساعد الرضاعة الطبيعية على خفض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وسرطان المبيض والثدي، كما تعد بمنزلة علاج طبيعي لمريضات هشاشة العظام.
في حين أن معظم التغيرات الجسدية التي تواجهها الأم تحدث أثناء حملها، فإن الرضاعة الطبيعية تأتي أيضاً مع تغييرات قد تثير قلق الأم، بما في ذلك، تسرب حليب الثدي، ويرجع ذلك إلى الإفراط في إنتاج حليب الثدي، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال استخدام وسادات للثدي مصنوعة من القماش، وتمنع تسرب الحليب، نقلاً عن "ketteringhealth".
وجع الثدي يعد أيضاً من التغيرات التي تشعر بها المرأة، ولكن تؤكد استشارية الرضاعة المعتمدة د.ميشيل جناجي، أن آلام الثدي أمراً طبيعياً، وعادةً ما تختفي خلال أسبوع، ومن المحتمل أن ينتج الألم أثناء الرضاعة الطبيعية عن الإصابة بالإمساك أو الوضعية الخطأ، ما يسبب احتقان الثدي، وهو استجابة التهابية، حيث تتضخم الأنسجة حول غدد الحليب بالثدي، وهو سبب شائع للألم في الأيام الأولى من الرضاعة الطبيعية.