عادةً ما يهتم الإنسان بتجنب مسببات الأمراض بمختلف أنواعها التي يعرفها البشر، والتي يمكن أن تنتقل من شخص مصاب أو من تناول أطعمة معينة أو نتيجة ضعف في جزءٍ من الجسم، دون أن يدرك أنه ربما تتأثر صحته بأشياء خفية يتعرض لها يومياً مثل "الواي فاي"، الذي أكد العلماء قدرته على إتلاف الدماغ.
وفي هذا الإطار، تحدَّث مؤلف الكتب الطبية الأكثر مبياعاً في نيويورك تايمز د. "مايكل جريجر"، عن تأثيرات شبكات "الواي فاي" على وظائف المخ، لافتاً إلى صعوبة السيطرة على أضرارها الصحية؛ بسبب استخدامها الترددات الراديوية للتواصل بين الأجهزة، التي بدأ العالم ينتبه إلى خطورتها، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً أن إشعاعات الهاتف الخلوي قد تسبب السرطان، وفقاً لـ"Nutritionfacts".
الإشعاعات التي تطلقها أجهزة "الواي فاي" تهدد صحة الأطفال أكثر من الكبار، وتؤثر في الجسم تأثيراً مباشراً، وخاصةً المخ؛ ما يترجم إصابتك بالصداع أو باضطرابات في النوم دون سبب واضح، إضافةً إلى الشعور بالإجهاد والاكتئاب، حسب د. "جريجر".
بالرغم من وجود أقوال متضاربة حول تأثير "الواي فاي" على الجسم، هناك العديد من الدراسات العلمية التي توضح أضراره؛ حيث يسبب الإجهاد التأكسدي من خلال زيادة إنتاج الجذور الحرة، وهذا بدوره يعد مسؤولاً عن الأضرار التأكسدية للجزيئات الخلوية، مثل البروتينات والدهون والحمض النووي، حسبما نقلت "News-Medical" عن د. "سانشاري سينها دوتا" الحاصلة على دكتوراه في علم وظائف الأعضاء.
الإشعاع الكهرومغناطيسي للترددات الراديوية المنبعثة من أجهزة "الواي فاي" يمكن أن يؤثر في عدد الحيوانات المنوية وحركتها وسلامة الحمض النووي، كما يلحق الضرر بالجهاز التناسلي الذكري، ويتسبب في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وارتفاع معدل موت الخلايا، وتلف الحمض النووي، الذي يحدث بشكل رئيسي بسبب زيادة درجة الحرارة ومستويات الإجهاد التأكسدي في الخصيتين.
فيما يتعلق بالتغيرات الإنجابية لدى الإناث، فقد تبين أن التعرض "للواي فاي" يقلل إنتاج وإفراز هرمون الأستروجين والبروجستيرون؛ ما يؤدي إلى انخفاض الكفاءة الإنجابية وضعف الخصوبة، ويمكن أن يتسبب أيضاً في حدوث طفرات كروموسومية، وهو أحد أسباب الإجهاض التلقائي.
وبناءً على ذلك، يُنصح بوضع أجهزة "الراوتر" في مكانٍ بعيد عن غرف النوم، وعدم الجلوس بجانبه، ووضعه في مكان عالٍ حتى لا يصل إليه الأطفال؛ حيث تؤثر الأشعة الصادرة منه عليهم بشكل كبير.
كل هذا يجعل من التكنولوجيا عامةً وأجهزة "الواي فاي" خاصةً سلاحاً ذا حدين؛ إذ أفادت البشرية وأضرتها في الوقت ذاته؛ ما يتطلب التعامل معها بشكل متوازن للتمتع بفوائدها التي تخدم البشرية، وتفادي مخاطرها الصحية.