الأندروفوبيا هو مصطلح يشير إلى الخوف المرضي من الرجال، هذه الحالة تسبب للمرأة المصابة بها شعوراً بالقلق الشديد والذعر عند مواجهة الرجال أو حتى التفكير بهم، وهذا الخوف قد يتسبب في تجنب المرأة للمواقف الاجتماعية التي تتطلب التعامل مع الرجال، ما يؤثر سلباً على حياتها اليومية والعلاقات الاجتماعية.
حسب موقع health"، يعد الأندروفوبيا رهاباً محدداً بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR)، حيث يكون الخوف غير متناسب مع التهديد الحقيقي الذي قد يشكله الرجال، ويجب ألا يرتبط باضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ويمكن أن يشعر الرجال أيضاً بالخوف من النساء، وهذه الحالة تسمى جينوفوبيا (Gynophobia)، حيث يعاني الرجال من أعراض مشابهة للأعراض التي تعاني منها النساء المصابات بالأندروفوبيا، مثل القلق الشديد، وتجنب المواقف الاجتماعية، وصعوبة في تكوين العلاقات.
رغم أن "فوبيا" تعني "الخوف" باللغة اليونانية إلا أن الفوبيا السريرية تختلف عن المخاوف المنطقية التي تكون استجابة لمواقف معينة، على سبيل المثال قد يكون تجنب الأماكن التي قد يحدث فيها تحرش أو عنف أمراً منطقياً، لكن في حالة الأندروفوبيا يصل الخوف إلى مستوى مرضي ويؤثر في حياة الشخص بشكلٍ كبير.
نوبات الهلع وسرعة ضربات القلب من أعراض الأندروفوبيا عند البالغات
تشمل الأعراض الرئيسية للأندروفوبيا القلق أو الهلع عند رؤية الرجال أو حتى التفكير فيهم، يمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى سرعة ضربات القلب، والتعرق، ونوبات الهلع، أو الدوار، كما قد تلجأ المصابات بها إلى تجنب الرجال تماماً مثل عدم النظر إلى صورهم أو التفكير فيهم وتجنب التواجد في الأماكن التي قد يكونون فيها، وقد تصل إلى تغيير جدول حياتهن أو عملهن.
الأطفال الذين يعانون من الأندروفوبيا قد يُظهرون أعراضاً مشابهة للبالغات مثل القلق والتجنب، إلا أن بعض الأطفال قد يُظهرون تغييرات سلوكية مثل البكاء، التعلق الزائد بالوالدين أو حتى التوقف عن الحركة.
قد تصاب بالأندروفوبيا نتيجة اضطراب ما بعد الصدمة
لا يفهم الباحثون تماماً أسباب الفوبيا المحدد، ولكن إحدى النظريات المعروفة باسم "التكييف الكلاسيكي" تقول إن الشخص يتعلم الخوف نتيجة لربط حدث محايد بتجربة سلبية، فيما تشير نظرية أخرى إلى أن الطفلة قد تتعلم الخوف من الرجال إذا كانت الأم تعاني من هذا الخوف.
في بعض الحالات، قد يكون الخوف من الرجال نتيجة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) إذا كانت الأعراض تجعل الشخص يشعر وكأنه يعيد تجربة حدث صادم سابق.
العلاج بالتعرض من طرق العلاج النفسي
يقوم الأطباء بتشخيص الأندروفوبيا بناءً على الأعراض وغالباً ما يشمل العلاج النفسي مثل "العلاج بالتعرض"، حيث يتم تدريجياً تعريض الشخص لمخاوفه بشكل آمن، يساعد هذا العلاج على تقليل الاستجابة الفورية للقلق، قد تبدأ الجلسات بالنظر إلى صور رجال ثم التحدث معهم وأخيراً التواجد في مجموعات تضم رجالاً، وأحياناً قد يُستخدم العلاج الدوائي لدعم العلاج النفسي، ما يساعد على تخفيف الأعراض أثناء العملية العلاجية.
يُنصح النساء اللاتي يعانين من الخوف المرضي من الرجال بشكل يؤثر في حياتهم اليومية بأن يطلبوا المساعدة الطبية، حتى إذا لم تنطبق عليهن المعايير الكاملة لتشخيص الأندروفوبيا، حيث يمكن للعلاج أن يساعد على تطوير مهارات التأقلم والتغلب على القلق.