الجلوس لفترات طويلة يزيد خطر الوفاة لمرضى السكري

أظهرت دراسة حديثة أجرتها كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا أن الجلوس لفترات طويلة قد يزيد خطر الوفاة لجميع الأسباب بين البالغين المصابين بالسكري من النوع 2، وأن الالتزام بتوصيات النشاط البدني قد يقلل الخطر المرتبط بنمط الحياة المستقر لدى المصابين بهذا المرض.

وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "Diabetes Care" أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً بمعدل 150 دقيقة أو أكثر أسبوعياَ أقل عرضة لخطر الوفاة بشكل كبير، مقارنةً بمن يقضون وقتاً طويلاً في الجلوس دون ممارسة نشاط كافٍ.

الجلوسالجلوس لفترة طويلة يضر بصحة القلب

تأثير الجلوس على صحة القلب

توضح الدكتورة ساندرا ألبرشت؛ المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الجلوس لفترات طويلة يؤثر في صحة القلب والأوعية الدموية بشكل سلبي، إذ يؤدي إلى إبطاء تدفق الدم، ما يسمح بتراكم الترسبات في الأوعية الدموية، كما يقلل كفاءة الجسم في معالجة الدهون ويزيد مقاومة الإنسولين، هذه العوامل مجتمعة تزيد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر والكوليسترول، وهي عوامل مرتبطة بزيادة خطر الوفاة.

عوامل تزيد من مخاطر الوفاةاحذر التدخين والنظام الغذائي غير الصحي

عوامل أخرى تزيد خطر الوفاة

هناك عوامل أخرى تزيد خطر الوفاة لدى مرضى السكري، مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي يزيدان من المخاطر، في حين أن معدلات التدخين قد انخفضت بشكل مستمر، فإن تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة والملح يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وبالتالي يزيد خطر الوفاة.

تؤكد الدكتورة "ألبرشت" أن تناول الأطعمة المصنعة بكثرة واستهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء مرتبط بزيادة معدل الوفيات لدى مرضى السكري، لذا فإن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بشكل منتظم هما مفتاح الوقاية من هذه المخاطر.

تقليل المخاطر من خلال زيادة النشاط البدني

تشير "ألبرشت" إلى أن زيادة النشاط البدني، حتى بشكل بسيط، يمكن أن يكون له تأثير كبير في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة، وتوصي بدمج النشاط البدني في الروتين اليومي من خلال استخدام السلالم بدلاً من المصعد، والقيام بالاجتماعات أثناء المشي إن أمكن، وممارسة هوايات تتطلب الحركة مثل البستنة أو الرقص.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يتطلب عملهم الجلوس لفترات طويلة، تنصح "ألبرشت" بالوقوف والتحرك كل 30 إلى 60 دقيقة إذا كان ذلك ممكناً، كما توصي بمحاولة دمج الحركة في الأنشطة اليومية مثل المشي أو ركوب الدراجة إلى العمل، مؤكدةً أن أفضل أشكال النشاط البدني هو الذي يستمتع به الشخص ويستطيع الالتزام به بشكل منتظم.