غالباً ما يلجأ معظم الناس إلى الكذب إما لتحقيق مكاسب شخصية أو لتجنب العقاب أو العواقب السلبية لفعل ما، لكن هناك أشخاص غير قادرين على التحكم في الكذب ويستمرون في فعل ذلك مراراً وتكراراً دون سبب واضح، ما يُسمى بـ"الكذب المرضي" والذي قد يحدث نتيجة اضطراب في الشخصية.
الكذب المرضي
يقول الدكتور راكيش كومار تشادها؛ طبيب نفسي، خلال دراسة نشرت في مجلة Psychiatric Research & Clinical Practice، إن الكذب المرضي لدى الناس قد يستمر لسنوات عديدة وأحياناً مدى الحياة، وهو ليس مرضاً بحد ذاته، لكنه قد يوصف بسلوك أو سمة غير طبيعية، وقد يحدث كعرض في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية الهستيرية أو النرجسية أو الحدودية.
ويضيف "تشادها" إن حوالي 13% من المشاركين في الدراسة التي أجريت عام 2020 أشاروا إلى أنهم إما عرفوا أنفسهم ككذّابين مرضيين أو عرفهم الآخرون بذلك، كما أظهرت أيضاً أن الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم ككذّابين مرضيين عانوا من ضغوط أكبر وتدهور في الأداء مقارنةً بأولئك الذين لم يعتبروا أنفسهم ككذّابين مرضيين.
يمكن تمييز الكذّب المرضي بناءً على محتوى الكذب أو طريقة الكذب، حيث يخبرك قصصاً عن أحداث متطرفة، غير عادية، صغيرة أو غير محتملة شارك فيها، بما في ذلك روايات أو تفاصيل ملونة، خيالية، درامية وغير مطلوبة، ويصبح الشخص دفاعياً عند مواجهته، وقد يتهرب من الأسئلة أو يقدم إجابات غامضة ويميل إلى التناقض مع نفسه قد يبدو قلقًا ومضطرباً أثناء الكذب.
كيف تتعامل مع الذين يعانون من الكذب المرضي
قدم الدكتور راكيش كومار تشادها 6 نصائح للتعامل مع الذين يعانون من الكذب المرضي، وهي كالتالي؛
الدخول في مناقشات وجدالات مع الذين يعانون من الكذب المرضي يمكن أن يكون مرهقاً وغير منتج، لأن أكاذيبهم غالباً ما تكون متأصلة بعمق، فإن محاولة التفاهم معهم قد تؤدي فقط إلى تصاعد التوترات أو المزيد من التلاعب، لذا تقليل التفاعل يمكن أن يساعد في الحفاظ على السلامة العاطفية وتجنب الصراعات غير الضرورية.
يبرع الكذّابون المرضيون في تشويه الواقع وطمس الخطوط بين الحقيقة والخيال، لذلك من الضروري البقاء متمسكاً بحسك الخاص بالحقيقة وعدم السماح لنفسك بالتأثر بسردياتهم أو قصصهم المخادعة.
إقامة حدود واضحة أمر ضروري لحماية نفسك من العبء العاطفي للتفاعل مع الكذابين المرضيين، أظهر حدودك بشكل حازم وواضح، لكن افهم أنهم قد لا يحترمون هذه الحدود بسبب سلوك الكذب القهري لديهم.
غالباً ما يتفاعل الكذّابون المرضيون بطريقة دفاعية عند مواجهتهم بأكاذيبهم، ويلجؤون إلى تكتيكات التلاعب أو العدوان اللفظي لتجنب المسائلة، التعرف على اللحظات التي تصبح فيها المحادثات غير منتجة أو عدائية واختيار الانسحاب يمكن أن يمنع المزيد من الأذى العاطفي أو الصراع.
من الضروري إدارة توقعاتك عند التعامل مع الكذّابين المرضيين، اعترف بأن سلوك الكذب لديهم قد لا يتغير حتى مع التدخل أو المواجهة قبول هذا الواقع يمكن أن يساعدك في التعامل مع التفاعلات معهم بشكل أكثر فعالية وتقليل الشعور بالإحباط أو الخيبة.
اقتراح العلاج أو الاستشارة للكذّاب المرضي يمكن أن يكون نهجاً متعاطفاً وبناءً، التواصل مع أحد المتخصصين يمكن أن يساعدهم في استكشاف الأسباب النفسية الكامنة لسلوكهم الكذب وتطوير آليات تعامل أكثر صحة، ومع ذلك من المهم التعامل مع هذا الاقتراح بحساسية واحترام، حيث قد يكونون مقاومين للاعتراف أو طلب المساعدة لسلوكهم.