يعتمد أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة على المكملات الغذائية يومياً سواء لإنقاص الوزن أو تعزيز اللياقة أو تحسين الأداء الجنسي، وكشفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن نتائج تحقيق صادم استمر لمدة 9 سنوات أثبتت فيه أن عدداً كبيراً من هذه المنتجات يحتوي على مواد دوائية لم تُذكر على العبوة وأحياناً كانت خطيرة.
وبحسب ما نشر في صحيفة The Washington Post، فإن المكملات لم تعد مقتصرة على الرياضيين أو محبي العناية الصحية فقط، بل أصبحت منتشرة في متاجر الأطعمة الصحية والمتاجر الصغيرة، لكن ما اكتشفته إدارة الغذاء والدواء أثار القلق حول مدى سلامة هذه المنتجات.
أضرار المكملات الغذائية
أظهر التقرير الذي نُشر في "JAMA Network" أن 80% من المكملات التي تم اختبارها تحتوي على دواء واحد على الأقل غير مدوّن على العبوة في حين احتوت 20% منها على دواءين أو أكثر، ومن أبرز هذه الأدوية: "سيلدينافيل" المعروف تجاريًا باسم فياجرا، ومضاد الاكتئاب "فلوكسيتين" الذي يُباع تحت اسم بروزاك بالإضافة إلى الستيرويدات.
المشكلة الكبرى أن هذه المواد الدوائية قد تتفاعل مع أدوية أخرى يتناولها المستهلك أو تُسبب آثاراً خطيرة عند تناولها دون إشراف طبي، فعلى سبيل المثال وُجد أن بعض مكملات تحسين الأداء الجنسي تحتوي على مثبطات استرداد السيروتونين (SSRIs) والتي ترتبط بزيادة خطر التفكير الانتحاري لدى الشباب.
أدوية غير معلنة داخل المكملات
تُعامل المكملات الغذائية في الولايات المتحدة كمنتجات غذائية وليس كأدوية، ما يعني أنها لا تمر بنفس مستوى الفحص والاختبار قبل أن تُطرح في السوق، وبالتالي يمكن بيعها بسهولة دون التأكد من سلامة تركيبتها ولا يُكتشف وجود مكونات ضارة إلا إذا أبلغ طبيب عن حالة طبية ناتجة عن استخدام المنتج.
حتى بعد اكتشاف المشكلة، كل ما تستطيع إدارة الغذاء والدواء فعله هو مطالبة الشركة المصنعة بسحب المنتج وغالباً ما ترفض بعض الشركات الاستجابة، وعلى الرغم من أن الإدارة تمتلك قانونياً منذ عام 2011 حق إصدار أوامر سحب إلزامية إلا أنها لم تصدر أي أمر من هذا النوع في الفترة ما بين 2011 و2016.
أوضحت إيمي آيشنر، المستشارة الخاصة في قسم المراجع الدوائية والمكملات لدى الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات (US Anti-Doping Agency)، لمجلة Wired، أن المستهلكين يجب أن يتعاملوا مع المكملات بحذر شديد، قائلة: "من الضروري أن يُدرك المستهلكون مدى محدودية قدرة إدارة الغذاء والدواء على إزالة المنتجات الملوثة من السوق أو منع الشركات غير الأخلاقية من بيع منتجاتها".
المستهلكين يجب أن يتعاملوا مع المكملات بحذر شديد
ورغم تلك التحذيرات، يشير التقرير إلى أنه لا يزال بالإمكان استخدام بعض المكملات بشرط التدقيق في مصدرها والتأكد من موثوقية الشركة المُصنعة، ويُنصح بالتوقف الفوري عن استخدام أي منتج في حال ظهور آثار جانبية غير معتادة مهما كان الغرض من استخدامه لأن الصحة العامة لا يجب أن تُضحى لأجل مظهر جسدي أو تحسين مؤقت في الأداء.