احذر تسخين أو تجميد الطعام في البلاستيك.. دراسة تكشف مخاطر تهدد صحتك

مع تسارع نمط الحياة اليومي يعتمد كثير من الناس على الأواني البلاستيكية في حفظ وتسخين الطعام سواء في المنازل أو أماكن العمل، لكن ما يبدو وسيلة مريحة وسهلة أصبح محل جدل علمي وقانوني متزايد، فقد أُثيرت مؤخراً مخاوف جديدة بشأن سلامة استخدام البلاستيك في الميكروويف أو الفريزر بعدما كشفت دراسات عن احتمالية تسرب جزيئات دقيقة تعرف بـ"الميكروبلاستيك" ومواد كيميائية ضارة إلى الطعام تحت تأثير الحرارة أو البرودة الشديدة.

دعوى قضائية تثير الجدل

أثارت دعوى قضائية جديدة في الولايات المتحدة نقاشاً واسعاً حول مدى أمان استخدام الأطباق البلاستيكية في الميكروويف أو الفريزر، واتهمت الدعوى شركة تصنيع منتجات بلاستيكية بتضليل المستهلكين عبر تصنيف منتجاتها بأنها "آمنة للاستخدام في الميكروويف" دون التحذير من إمكانية تسرب جزيئات دقيقة تُعرف بـ"الميكروبلاستيك" عند تسخين أو تجميد الطعام داخل هذه الحاويات.

احذر تسخين أو تجميد الطعام في البلاستيكأضرار تجميد الطعام في البلاستيك

في المقابل، قال متحدث باسم الشركة لموقع Health: "نعتقد أن منتجات Ziploc آمنة عند استخدامها وفق التعليمات ونرى أن هذه الدعوى لا أساس لها من الصحة".

لكن خارج قاعات المحاكم يواصل الخبراء التحذير من مخاطر فعلية مرتبطة باستخدام البلاستيك في درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة.

ما هي الميكروبلاستيك؟

الميكروبلاستيك هو جزيئات بلاستيكية دقيقة يقل طولها عن 5 ملليمترات، وتنتج عن تحلل المواد البلاستيكية الكبيرة، ويدخل الإنسان في تماس معها يومياً من خلال الطعام والماء وحتى الهواء.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن دماغ الإنسان قد يحتوي على ما يعادل ملعقة بلاستيكية صغيرة من الميكروبلاستيك، وتوضح الدكتورة كاتي بيلش، الباحثة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC): "أينما نظرنا وجدنا آثاراً ضارة لهذه الجزيئات"، مضيفة أن الميكروبلاستيك قد يؤثر في عدة أنظمة داخل الجسم منها الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، كما يُشتبه بارتباطه بأورام القولون والرئة.

وأشارت دراسات أخرى إلى احتمال تأثيره على صحة القلب والدماغ، مما يعزز الحاجة إلى الحذر في التعامل مع المواد البلاستيكية.

أمراض الجهاز الهضمي الميكروبلاستيك يؤثر في عدة أنظمة داخل الجسم منها الجهاز الهضمي

هل الحرارة أو التجميد يفاقمان المشكلة؟

يؤكد علماء أن الحرارة أو التجميد قد يفاقمان المشكلة بالفعل، حيث كشفت دراسة نُشرت عام 2023 أن تسخين حاويات بلاستيكية مصنوعة من البولي بروبلين -وهي مادة واسعة الاستخدام في حفظ الطعام- لمدة 3 دقائق فقط يؤدي إلى إطلاق ملايين من جزيئات الميكروبلاستيك في الطعام.

ويحذر البروفيسور كارمن مارسيت من كلية الصحة العامة بجامعة إيموري، من أن التجميد أيضاً لا يخلو من الخطر، فالتجميد يجعل البلاستيك هشاً ما يزيد من احتمالية تقشره وتسرب الجزيئات إلى الطعام، حتى في درجة حرارة الغرفة يمكن أن يؤدي التخزين الطويل إلى تسرب هذه الجسيمات وإن كان بمعدلات أقل.

احذر تسخين أو تجميد الطعام في البلاستيكالتجميد يزيد  من احتمالية تسرب الجزيئات البلاستكية إلى الطعام

مواد كيميائية سامة إضافية

المشكلة لا تقتصر على الميكروبلاستيك، فالتسخين في الميكروويف قد يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية سامة مثل PFAS المعروفة باسم "المواد الكيميائية الأبدية"، وBPA، والفثالات، وترتبط هذه المواد بمشكلات صحية تشمل العقم وضعف المناعة وتأخر النمو والأورام.

يقول "مارسيت": "عندما تسخن الحاويات البلاستيكية تزداد احتمالية انتقال هذه المركبات الكيميائية إلى الطعام"، مشيرة إلى أن تغيّر ملمس البلاستيك دليل على تحلله وإطلاقه لمواد ضارة، موضحًا أن وصف الحاوية بأنها "آمنة للاستخدام في الميكروويف" لا يعني بالضرورة أنها خالية من خطر تسرب هذه المركبات.

احذر تسخين أو تجميد الطعام في البلاستيكالتسخين في الميكروويف قد يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية سامة  

نصائح لتقليل الخطر في المطبخ

رغم صعوبة تجنّب البلاستيك بالكامل، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تحد من المخاطر، ومنها:

استخدام أواني من الزجاج أو السيراميك للتسخين أو التجميد.

إزالة أغطية البلاستيك قبل وضع الطعام في الميكروويف.

استبدال ألواح التقطيع والخلاطات البلاستيكية ببدائل غير سامة.

تجنّب الأواني غير اللاصقة التي تحتوي على طبقات PFAS.