كيف يحولنا التلاعب النفسي عبر تطبيقات المواعدة إلى ضحايا للاكتئاب؟
التجاهل أو التلاعب النفسي (مثل التلاعب بالألفاظ أو الخداع العاطفي) من السلوكيات التي يمارسها البعض بهدف خداع الآخرين، دون إدراكٍ للآثار النفسية الخطيرة التي تترتب على ذلك، فقد كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة برايتون البريطانية وجامعة كويمبرا البرتغالية عن التأثيرات السلبية لهذه الممارسات على الصحة العقلية، خاصةً بين الشباب.
وركزت الدراسة على تحليل الأضرار النفسية الناتجة عن التجاهل (Ghosting) أو التلاعب العاطفي (Gaslighting) في العلاقات الغرامية عبر تطبيقات المواعدة ومنصات السوشيال ميديا، حيث تبين أن هذه السلوكيات تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.
التجاهل والتلاعب العاطفي عبر تطبيقات المواعدة يسبب الاكتئاب
علاقة التلاعب بالصحة العقلية
شملت الدراسة 544 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً في المملكة المتحدة، لتحليل الآثار النفسية لسلوكيات التجاهل (Ghosting) والتلاعب العاطفي (Gaslighting) في العلاقات الرقمية.
وكشفت الدراسة -التي نُشرت على منصة ResearchGate في فبراير 2025- عن وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين هذه الممارسات وتدهور الصحة العقلية للمتلقين، حيث أظهرت النتائج أن الضحايا عانوا من زيادة في أعراض القلق والاكتئاب، خاصة بين الأفراد الأكثر حساسية للرفض.
وأخذت الدراسة في اعتبارها: متغيرات العمر، والدخل، والسمات الشخصية مثل: درجة الحساسية للرفض (وهي سمة ترتبط علمياً بضعف المرونة النفسية)، وأنماط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حسب صحيفة Independent البريطانية.
ومن جانبها، أوضحت البروفيسورة روزي جاسبال، نائبة رئيس جامعة برايتون والمؤلفة المشاركة، أن "البيئة الرقمية توفر فرصاً غير مسبوقة للتواصل، لكنها تحمل أيضاً مخاطر جديدة، خاصةً مع انتشار تطبيقات المواعدة ووسائل التواصل الاجتماعي، ما زاد من وتيرة التعرض لسلوكيات مؤذية مثل التجاهل المفاجئ، والتي قد تترك ندوباً نفسية عميقة.
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بضعف الصحة العقلية
كان الأشخاص الأصغر سناً وأصحاب الدخل المنخفض، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بضعف الصحة العقلية نتيجة للتلاعب أو التجاهل.
كيف تؤثر العلاقات الرومانسية على الصحة العقلية؟
تسلط الدراسة الضوء على كيفية تأثير العلاقات الرومانسية على الصحة العقلية، وخلص مؤلفو الدراسة إلى ضرورة وجود تدخلات نفسية فعّالة، تدعم ضحايا سلوكيات العلاقات المسيئة للتعامل مع المشاكل المرتبطة بالتلاعب النفسي والتجاهل، وتوصلوا إلى أن الحل يكمن في العلاج السلوكي المعرفي.
العلاج السلوكي المعرفي يعالج المشاكل المرتبطة بالتلاعب النفسي
علاقة التجاهل والتلاعب بالصحة النفسية والعقلية
قالت الدكتورة باربرا لوبيز، المؤلفة المشاركة من مركز جامعة كويمبرا للأبحاث في علم النفس العصبي والتدخل المعرفي والسلوكي، إن التجاهل، والتلاعب النفسي، والإكراه سلوكيات شائعة جداً في العلاقات، إلا أن ارتباطها بالصحة النفسية لا يزال غامضاً، حسب University of Brighton.
