أعلن باحثون عن تطوير اختبار جديد يمكن أن يحسن دقة تشخيص سرطان البروستاتا خاصةً الحالات الأكثر عدوانية، يعتمد الاختبار الذي يُعرف باسم MyProstateScore 2.0 (MPS2) على تحليل البول لاكتشاف 18 جيناً مرتبطاً بسرطان البروستاتا عالي الدرجة.
وأظهرت دراسة -نُشرت في JAMA Oncology- أن الاختبار الجديد قد يساعد الأطباء في التمييز بين الحالات التي تحتاج إلى تدخل علاجي فوري، وتلك التي يمكن متابعتها دون إجراءات جراحية غير ضرورية.
اختبار MPS2 يعتمد على تحليل البول لاكتشاف سرطان البروستاتا
تُصنف سرطانات البروستاتا إلى درجات من واحد إلى خمسة وفقاً لاحتمالية نموها السريع وانتشارها، يساعد اختبار MPS2 في تحديد الحالات المصنفة ضمن الفئة الثانية أو أعلى والتي تُعتبر أكثر خطورة.
أوضح الأستاذ المشارك في جراحة المسالك البولية بجامعة بوسطن، مارك كاتز، أن القدرة على تحديد الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تقلل الحاجة إلى الخزعات التي قد تكون مؤلمة وتسبب نزيفاً أو حتى التهابات خطيرة، مضيفاً أن الاختبار قد يوفر راحة نفسية للرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الدرجة، حيث يقلل من زيارات الأطباء والإجراءات غير الضرورية.
تم تطوير الاختبار في جامعة ميشيغان استناداً إلى نسخة سابقة تُعرف باسم MPS والتي كانت تركز على جينين فقط ومستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA) وهو الفحص الدموي الأساسي المستخدم منذ عقود للكشف عن سرطان البروستاتا.
لكن MPS2 يُعد أكثر دقة إذ يمكنه التفريق بين الأورام منخفضة وعالية الدرجة وفقاً لما أوضحه أرول تشينايا، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير مركز ميشيغان لعلم الأمراض الانتقالي.
اختبار MPS2 يمكنه التفريق بين الأورام منخفضة وعالية الدرجة
لتحسين دقة الاختبار، درس الباحثون عينات بول من رجال لديهم مستويات مرتفعة من PSA أو نتائج غير طبيعية في الفحص الشرجي.
تضمنت الدراسة مجموعتين:
مجموعة التطوير: شملت 761 رجلاً بمتوسط عمر 63 عاماً وتم تحديد 18 جيناً رئيسياً يمكن أن تشير إلى سرطان البروستاتا عالي الدرجة.
مجموعة التحقق: شملت 743 رجلاً واختُبر فيها دقة MPS2 في تحديد الحالات المصابة بسرطان البروستاتا من الفئة الثانية أو أعلى.
أظهرت النتائج أن الاختبار يمكن أن يمنع حوالي 40% من الخزعات غير الضرورية وترتفع هذه النسبة إلى 50% لدى المرضى الذين سبق أن خضعوا لخزعة بنتائج سلبية.
يُعتبر فحص PSA أكثر الطرق شيوعاً للكشف عن سرطان البروستاتا، لكنه ليس دقيقاً تماماً، حيث قد ترتفع مستويات PSA لأسباب غير مرتبطة بالسرطان، لذلك يسعى الباحثون إلى تطوير وسائل أكثر دقة لتحديد الحاجة إلى إجراءات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الخزعة.
فحص PSA من أكثر الطرق شيوعاً للكشف عن سرطان البروستاتا
رغم النتائج الواعدة لا تزال هناك بعض التحديات خاصةً فيما يتعلق بتمثيل التنوع العرقي في الدراسة، وأشار الباحثون إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان MPS2 يقدم نفس الدقة بين المرضى من أصول مختلفة، وهو أمر مهم لأن الرجال السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا في سن مبكرة وبحالات أكثر عدوانية.