يعاني أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم من العمى القرني بسبب أمراض أو إصابات تؤثر على القرنية، والطبقة الشفافة الخارجية للعين والمسؤولة عن نحو 75% من قدرة العين على التركيز.
ويُعرف نقص الخلايا الجذعية الحوفية (LSCD) بانخفاض عدد الخلايا المسؤولة عن تجديد القرنية مما يؤدي إلى تشوش الرؤية وألم في العين وفي بعض الحالات فقدان البصر التام، ويمكن أن ينتج هذا النقص عن إصابات مثل الحروق السطحية والإصابات الكيميائية وارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة.
تشمل العلاجات التقليدية لنقص الخلايا الجذعية الحوفية عمليات زراعة الخلايا الحوفية وكشط القرنية وترقيع الأغشية الجنينية، لكن هذه الخيارات تواجه تحديات مثل المخاطر المرتبطة بإزالة الخلايا من العين السليمة أو عدم فاعليتها في بعض الحالات.
تشمل العلاجات عمليات زراعة الخلايا الحوفية وكشط القرنية
وأوضحت الدكتورة أولا يوركوناس، أستاذة طب العيون في كلية الطب بجامعة هارفرد، أن المرضى الذين يعانون من هذا النقص غالباً لا يكونوا مؤهلين لزراعة القرنية التقليدية ما يتركهم يعانون من فقدان البصر وألم شديد.
طوّر باحثون في Mass General Brigham علاجاً جديداً يُعرف باسم الخلايا الظهارية الحوفية المزروعة ذاتياً (CALEC) والذي يعتمد على زراعة الخلايا الجذعية من العين السليمة للمريض نفسه.
ويتم استخراج عينة صغيرة من الخلايا الحوفية من العين السليمة، ثم تُرسل إلى منشأة GMP في Dana-Farber Cancer Institute لتوسيعها على سقالة خاصة خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع، بعد ذلك يتم زرع هذه الخلايا في العين المصابة، حيث تساعد في استعادة سطح القرنية وتحسين القدرة على الرؤية.
وقالت "يوركوناس" إن هذا العلاج يتميز بكونه آمناً وفعالاً، حيث يحد من المخاطر على العين السليمة وهو ما يجعله خياراً واعداً مقارنة بالطرق التقليدية.
أظهرت التجربة السريرية التي نُشرت في Nature Communications أن 50% من المشاركين استعادوا قرنيتهم بالكامل خلال 3 أشهر بينما ارتفعت نسبة النجاح إلى 79% بعد 12 شهراً و77% بعد 18 شهراً.
أثبتت النتائج أن 50% من المشاركين استعادوا قرنيتهم بالكامل
وتعكس هذه النتائج تحسناً تدريجياً مع مرور الوقت مما قد يترجم إلى فوائد طويلة الأمد للمرضى، كما أن العلاج أظهر مستوى عالٍ من الأمان، حيث لم تحدث أي مضاعفات خطيرة سواء للعين المتبرعة أو المستقبلة.
يهدف الفريق البحثي إلى توسيع نطاق التجربة السريرية لتشمل مرحلة ثالثة يتم فيها اختبار العلاج بشكل عشوائي ومقارنته بعلاجات أخرى، كما يسعى الباحثون إلى استكشاف إمكانية استخدام خلايا جذعية مأخوذة من متبرعين بدلاً من خلايا المريض نفسه مما قد يساعد المرضى الذين يعانون من إصابات في كلتا العينين.
ويرى الدكتور بنيامين بيرت، طبيب العيون في MemorialCare Orange Coast Medical Center في كاليفورنيا، أن هذه التطورات قد تُحدث ثورة في علاج أمراض القرنية، مشيراً إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية قد يوفر بديلاً أكثر أماناً لزراعة القرنية التقليدية التي تتطلب أدوية مثبطة للمناعة ولها آثار جانبية كبيرة.
وأضاف "بيرت" أن التحدي الرئيسي يكمن في توسيع نطاق هذا العلاج ليصبح متاحاً لعدد أكبر من المرضى بدلاً من اقتصاره على المراكز الأكاديمية المتقدمة التي تمتلك الإمكانيات اللازمة لتنفيذه.