مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يتوجه الكثيرون إلى حمامات السباحة العامة هرباً من الحر معتقدين أن الكلور المستخدم كافٍ لضمان نظافة الماء وسلامته. لكن المفاجأة أن هذه المياه قد تكون موطناً لطفيليات خطيرة تنتقل عبر البراز قد تسبب مشاكل صحية تفوق مجرد الاشمئزاز من البول.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC) فإن الطفيلي المسؤول يُعرف باسم cryptosporidium أو crypto، وهو طفيلي معدٍ ينتقل عبر الفم من خلال البراز ويسبب حالات من الإسهال الشديد.
ورغم أن الكلور يُستخدم لتطهير المياه فإن هذا الطفيلي يتمتع بقدرة عالية على مقاومة الكلور ويمكنه البقاء على قيد الحياة في المياه المعالجة لمدة تصل إلى أسبوع كامل، ما يعني أن المياه قد تحمل برازاً من سباح أصيب بالعدوى قبل 7 أيام دون أن تلاحظ أي تغيير على الماء.
الطفيلي المجهول الذي يتحدى الكلور
ما يزيد من خطورة الطفيلي أن كمية ضئيلة للغاية منه كافية لإحداث الإصابة، فبحسب (CDC) يمكن لشخص واحد مصاب أن يطلق 100 مليون بيضة في نوبة إسهال واحدة بينما لا يحتاج الأمر لأكثر من 10 بويضات فقط لدخول الجسم والتسبب في العدوى، وقد وجدت دراسة للمركز أن 58 بالمئة من حمامات السباحة العامة تحتوي على بكتيريا مصدرها البراز وهو رقم يدعو للقلق.
رغم أن المسابح العامة هي أكثر البيئات ارتباطاً بانتقال crypto إلا أنها ليست الوحيدة، فبيئات رعاية الأطفال ودور الحضانة والمطاعم غير النظيفة أو مزارع الحيوانات المريضة تمثل مصادر أخرى محتملة للعدوى، ولا يُعد المرض نادراً كما قد يظن البعض؛ فقد سجلت CDC نحو 444 تفشيًا لحالات إصابة خلال السنوات الأخيرة، أثرت على أكثر من 7,000 شخص واستدعت 287 حالة منهم دخول المستشفى ووقع حالة وفاة واحدة موثقة على الأقل.
تشير CDC إلى أن عدد الحالات المسجلة ربما لا يعكس الواقع حيث إن كثيرًا من الأشخاص يتجنبون زيارة الأطباء أو لا يلجأون إلى الرعاية الطبية إلا بعد تفاقم الأعراض، ومع تزايد أعداد الإصابات المحتملة لا سيما في حمامات السباحة يُنصح بمزيد من الحذر هذا الصيف عند التوجه إلى الماء خصوصًا إن كنت من هواة الغطس بفم مفتوح.
تزايد أعداد الإصابات المحتملة لا سيما في حمامات السباحة
الإصابة بهذا الطفيلي لا تؤثر فقط على المعدة بل قد تسبب ضرراً للجهاز الهضمي بأكمله، وبينما قد يثير البول في المسبح شعوراً بالاشمئزاز إلا أن "crypto" يشكل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، ومن هنا جاءت التحذيرات المتكررة من مراكز (CDC) بضرورة الانتباه لمصادر العدوى غير المرئية واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الاستمتاع بالماء هذا الصيف.