كشفت دراسة جديدة نُشرت في "Annals of Internal Medicine" أن نتائج الوظائف الإدراكية بعد الجراحات غير القلبية لا تختلف بين المرضى الذين خضعوا لاستراتيجيات لتجنب انخفاض ضغط الدم وأولئك الذين خضعوا لاستراتيجيات لتجنب ارتفاع ضغط الدم.
قاد الدراسة فريق بحثي بقيادة الدكتورة ماورا ماركوتشي من معهد Population Health Research Institute في هاميلتون أونتاريو بكندا، وشارك فيها 2,603 مريضاً مصنفين ضمن فئة "عالي الخطورة الوعائية" حيث كانوا جميعاً يتناولون واحداً أو أكثر من أدوية خفض ضغط الدم بشكل منتظم.
أدوية خفض ضغط الدم
تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين: المجموعة الأولى خضعت لاستراتيجية تجنب انخفاض ضغط الدم وتم تحديد هدف متوسط ضغط الدم الشرياني (MAP) أثناء الجراحة عند 80 ملم زئبق أو أكثر، أما المجموعة الثانية فخضعت لاستراتيجية تجنب ارتفاع ضغط الدم مع هدف ضغط دم شرياني لا يقل عن 60 ملم زئبق (1,301 و1,293 مريضاً على التوالي).
أظهرت النتائج أن نسبة الإصابة بالهذيان في الأيام الثلاثة الأولى بعد الجراحة كانت متقاربة: 7.3% في مجموعة تجنب انخفاض الضغط مقابل 7.0% في مجموعة تجنب ارتفاع الضغط (نسبة الخطر النسبية: 1.04؛ بفاصل ثقة 95% بين 0.79 و1.38).
أما فيما يخص التراجع المعرفي بعد مرور عام على العملية، فقد أتمّ 701 مريضاً اختبار Montreal Cognitive Assessment، ووجد الباحثون أن 37.2% من مجموعة تجنب انخفاض الضغط و33.1% من مجموعة تجنب ارتفاع الضغط سجلوا انخفاضاً بمقدار نقطتين أو أكثر في التقييم (نسبة الخطر النسبية: 1.13؛ بفاصل ثقة 95% بين 0.92 و1.38).
سُجّل انخفاض ضغط الدم الذي تطلب تدخلاً طبياً لدى 19% من المرضى في مجموعة تجنب الانخفاض مقارنةً بـ27% في المجموعة الأخرى (نسبة الخطر النسبية: 0.63؛ بفاصل ثقة 95% بين 0.52 و0.76)، حدثت غالبية هذه الحالات أثناء الجراحة بينما لم تتجاوز نسبة انخفاض الضغط بعد الجراحة 5% في أي من المجموعتين.
معدلات انخفاض الضغط والتدخلات الطبية
كتب الباحثون في الدراسة: "نتائجنا لا تدعم استهداف متوسط ضغط دم شرياني أثناء الجراحة بمعدل 80 ملم زئبق أو أكثر مقارنةً بـ60 ملم زئبق أو أكثر".
كما أشار عدد من المشاركين في إعداد الدراسة إلى وجود علاقات تربطهم بصناعات الأدوية أو التكنولوجيا الطبية ما يستدعي مراعاة هذه الخلفية عند تفسير النتائج.
وتشير هذه البيانات إلى أن رفع معدل ضغط الدم خلال الجراحة ليس بالضرورة خياراً أفضل للحفاظ على الوظائف المعرفية للمرضى بعد العملية ما قد يغيّر من التوصيات الطبية الخاصة بإدارة الضغط قبل وأثناء العمليات الجراحية.