بدقة 98%.. ذكاء اصطناعي يكتشف الإكزيما عبر الهاتف

طور فريق بحثي في جامعة كيو بطوكيو نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر يمكنه مساعدة مرضى الإكزيما على تتبع حالتهم الجلدية بدقة عالية باستخدام صور تُرفع عبر الهواتف الذكية، وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "Allergy" في مايو 2025 أن هذا النظام يتمتع بدقة تشخيصية تصل إلى 98% في تحديد أجزاء الجسم المصابة و100% في تقييم مناطق الطفح الجلدي.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تقييم الإكزيما؟

يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل الصور التي يلتقطها المرضى لأنفسهم باستخدام هواتفهم الذكية حيث يقيم شدة الالتهاب الجلدي بناءً على موقع الطفح وحجمه ومدى احمراره وتورمه، إضافةً إلى تهيج البشرة نتيجة الحك، هذه الطريقة تعطي تقييماً موضوعياً وفورياً ويعزز قدرة المرضى على فهم تطور مرضهم بشكل أفضل ويُمكن الأطباء من تعديل خطط العلاج بفعالية أكبر.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تقييم الإكزيما؟من خلال صور يلتقطها المرضى يمكنه تقييم شدة الالتهاب الجلدي

أوضح الدكتور تاكيا أداشي، الأستاذ المساعد في الأمراض الجلدية، أن "الكثير من مرضى الإكزيما يجدون صعوبة في تقدير شدة مرضهم بأنفسهم، لكن هذا النموذج يتيح لهم متابعة حالتهم بشكل دقيق وموضوعي عبر الهاتف فقط".

مصدر البيانات: تطبيق "أتوبيو" وتعاون أكثر من 28,000 مستخدم

اعتمد الباحثون في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على بيانات من تطبيق تتبع الإكزيما "أتوبيو" الذي يحظى بشعبية كبيرة في اليابان منذ عام 2018، شارك أكثر من 28,000 مستخدم بأكثر من 57,000 صورة وتعليقات شخصية توضح تجاربهم مع المرض.

تم تدريب الذكاء الاصطناعي على 880 صورة مع درجات حكة تم تقييمها ذاتياً من قبل المرضى ثم اختبر الفريق النموذج على 220 صورة جديدة، أظهرت النتائج توافقاً قوياً بين تحليلات الذكاء الاصطناعي وتقييمات أطباء الجلد والحساسية المعتمدين، ما يعزز من موثوقية هذه التقنية.

خطوات مستقبلية لتطوير أوسع وأشمل

يخطط الباحثون لتوسيع نطاق تدريب الذكاء الاصطناعي ليشمل أنواعاً متعددة من البشرة وفئات عمرية متنوعة، إضافةً إلى دمج معايير تقييم إضافية من أنظمة سريرية أخرى للإكزيما، يهدف ذلك إلى تحسين دقة التشخيص ومساعدة أكبر عدد من المرضى حول العالم.

فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الإكزيما

توفر هذه التقنية الجديدة فرصة ذهبية لتحسين حياة مرضى الإكزيما عبر تمكينهم من مراقبة حالتهم باستمرار وبشكل دقيق، ما يسهل التدخل العلاجي المبكر وتجنب تفاقم الحالة، كما يعزز هذا الابتكار من فعالية الأطباء في تقديم العلاج الملائم بناءً على تقييمات موثوقة ومستمرة.

فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الإكزيمايساعد مرضى الإكزيما في مراقبة حالتهم والتدخل العلاجي المبكر

الخلاصة: الذكاء الاصطناعي.. مستقبل رعاية الجلد

تفتح هذه الدراسة آفاقاً جديدة في مجال رعاية الأمراض الجلدية، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات ذكية وفعالة لتعزيز التشخيص والمتابعة الذاتية للمرضى، ومع استمرار التطوير والتحديث من المتوقع أن يصبح هذا النظام جزءاً لا يتجزأ من روتين المرضى والأطباء على حد سواء، مسهماً في تحسين جودة حياة الملايين المصابين بالإكزيما حول العالم.