توصلت دراسة حديثة إلى أن أكثر من نصف النساء من أصول إفريقية ولاتينية قد يستخدمن يومياً منتجات تحتوي على مادة الفورمالديهايد وهي مادة حافظة ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بـ أورام الرحم وبعض أنواع الأورام النادرة.
أوضح الباحثون أن المادة الكيميائية توجد في مستحضرات شائعة مثل: الصابون وكريمات الوجه ومستحضرات ترطيب البشرة، وصرّحت الباحثة روبين دودسون، العالمة في "Silent Spring Institute"، أن الفورمالديهايد قد يتواجد في العديد من المنتجات وليس فقط مستحضرات العناية الشخصية مما يزيد من معدل التعرض التراكمي للمادة.
ما هو الفورمالديهايد؟
الفورمالديهايد هو غاز عديم اللون والرائحة ينتجه الجسم بصورة طبيعية خلال عملية الأيض، إلا أنه يُستخدم صناعياً كمادة حافظة في منتجات متعددة تشمل مواد البناء والدهانات والبلاستيك، ورغم حظر استخدامه في مستحضرات التجميل في الاتحاد الأوروبي لا تزال معظم الولايات الأمريكية تسمح باستخدامه باستثناء كاليفورنيا وميريلاند.
ويُصاب الأشخاص بالفورمالديهايد من خلال الاستنشاق أو الابتلاع أو الامتصاص عبر الجلد، وقد يؤدي استنشاقه إلى تهيج العين والأنف والصفير أثناء التنفس والسعال، ووفقاً للدكتورة ليسليام كويروس-ألكالا من جامعة جونز هوبكنز، وتشير بعض الدراسات إلى أنه قد يزيد من خطر الإصابة بالربو، كما صنّف "National Toxicology Program" المادة باعتبارها تسبب أوراماً بشرية معروفة منذ عام 2011.
جاءت الدراسة ضمن مبادرة أوسع تُعرف بـTaking Stock Study، والتي تدرس أثر المواد الكيميائية في منتجات التجميل على صحة النساء ذوات البشرة الملونة في كاليفورنيا، وقد ركّز الباحثون على منتجات العناية اليومية لمعرفة مدى انتشار الفورمالديهايد فيها.
أثر المواد الكيميائية في منتجات التجميل على صحة النساء
نُشرت الدراسة في مجلة "Environmental Science & Technology Letters" وشملت 70 امرأة في جنوب لوس أنجلوس قمن بتوثيق استخدامهن لأكثر من 1100 منتج خلال أسبوع واحد في عام 2021، وكشف التحليل أن حوالي 4% من المنتجات احتوت على الفورمالديهايد أو مواد تطلقه بينما استخدمت 53% من النساء تلك المنتجات.
وأشارت الدراسة إلى أن المستحضرات الأكثر احتواءً على الفورمالديهايد شملت الكريمات والصابون، كما احتوى 20% من مستحضرات الترطيب المستخدمة على مواد تطلق الفورمالديهايد 12 منها من علامة "Bath & Body Works" وقد استخدمت 20 امرأة هذه المنتجات 76 مرة خلال 5 أيام.
وتضمنت المواد الحافظة الأكثر شيوعاً DMDM hydantoin، المعروف أيضاً باسم Glydant والذي وُجد في نصف منتجات العناية بالبشرة و58% من منتجات الشعر يليه diazolidinyl urea الموجود في 17 منتجاً و4 منتجات احتوت على imidazolidinyl urea.
Glydant وُجد في نصف منتجات العناية بالبشرة
وأوضحت الدكتورة إميلي باريت، من جامعة "روتجرز"، أن هناك مواد حافظة أخرى أقل ضرراً مثل propylene glycol، وcaprylyl glycol، وsorbitan caprylate، ونصحت باستخدام تطبيقات مثل Detox Me، وClearya، وHealthy Living التابعة لـEnvironmental Working Group للتعرف على مكونات المنتجات واختيار البدائل الآمنة.
وأضافت "باريت" أن من الأفضل استبدال المنتجات تدريجياً عند انتهاء صلاحيتها مع التركيز على المنتجات التي تُستخدم باستمرار أو تُترك على الجلد مثل الكريمات ومستحضرات التجميل.