التقلقل العاطفي، أو عدم الاستقرار العاطفي، هو حالة نفسية يعاني فيها الفرد من تقلبات حادة ومفاجئة في المشاعر، ما يؤثر سلباً على حياته اليومية وعلاقاته الشخصية، قد تتراوح هذه التقلبات بين نوبات من الفرح الشديد إلى فترات من الحزن أو الغضب دون سبب واضح، ما يجعل التعامل معها تحدياً كبيراً للمريض والمحيطين به.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة كيفية تشخيص التقلقل العاطفي، ومضاعفات هذه الحالة المرضية وكيفية تأثيرها على حياة الفرد، مع تسليط الضوء على العلاجات الفعالة التي يمكن أن تساعد في إدارة هذه الحالة، وتحسين جودة الحياة.عدم الثبات الانفعالي
غالباً ما يشخص الطبيب عدم الثبات الانفعالي خلال عملية تقييم عصبية، حيث يستطيع أطباء الباطنة والأعصاب والأطباء النفسيين تشخيص الحالة، لكن بعض التشخيصات تخلط بين الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب الشخصية مع عدم الثبات الانفعالي.
يتسبب عدم الثبات الانفعالي، الذي تتمثل أعراضه في نوبات بكاء أو ضحك لا إرادية، في شعور المصاب بالإحراج، والتوتر، والاكتئاب، والرغبة في العزلة، وقد يُعيق التقلقل العاطفي أداء المهام اليومية ومهام العمل، خاصةً إن كان ناتجاً عن ضغط عصبي.
يهدف علاج التقلقل العاطفي إلى خفض شدة الانفعالات العاطفية وتكرارها، ومن بين الخيارات العلاجية المتاحة:
1-تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، لتقليل نوبات عدم الثبات الانفعالي وخفض تكرارها، حيث يأخذ المصابون جرعات أقل مما يحصل عليه مرضى الاكتئاب.
2-يوجد دواء Nuedexta المصرح به من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مصمم خصيصاً لعدم الثبات الانفعالي، حيث يحتوي على مادتي ديكستروميثورفان، وسلفات الكينين.
وأظهرت دراسة تناول فيها مرضى التصلب المتعدد وداء التصلب الجانبي الضموري الذين يتناولون دواء Nuedexta عن انخفاض نوبات الضحك والبكاء بالمصابين مقارنة بتناول الدواء الوهمي، وذلك بحسب موقع Mayo Clinic.
ويستطيع الطبيب تحديد حالتك ووصف الدواء الأمثل، لكن يجب أن تضع في اعتبارك الآثار الجانبية المحتملة للأدوية، خاصةً إذا كنت تتناول أدوية أخرى لحالات صحية تعاني منها إلى جانب عدم الثبات الانفعالي.التأقلم مع عدم الثبات الانفعالي
التعايش مع عدم الثبات الانفعالي محرج ومجهد، لذا يُنصح بمصارحة العائلة والأصدقاء وزملاء العمل بحقيقة حالتك لتجنب الإحراج أو المفاجآت، وللتعامل مع نوبات التقلقل العاطفي، يُنصح بتشتيت الانتباه، والتنفس بعمق، واسترخاء الجسم، وتغيير الوضعية.
يُنصح أيضاً باللجوء إلى جلسات العلاج الجماعي النفسي، خاصةً لو تضمنت أشخاص يعانون من الحالة نفسها؛ فوجود آخرين يعانون من نفس الحالة يُساعد على الشعور بالراحة وفتح حوار بناء.