أصبح فيروس كورونا المستجد ومتحوراته من الأمراض المألوفة بعدما دُرست خصائصه، وظهرت اللقاحات المضادة له، وأصيب وتعافى منه الملايين حول العالم، ولكن هل الإصابة بالفيروس خلال فترة الحمل تؤثر في الأجنة؟
كشفت دراسة أمريكية -أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ونُشرت نتائجها في 2024- أن الرضع المولودين لنساء أصيبت بـ"كوفيد-19" خلال فترة الحمل معرضين للإصابة بمشاكل تنفسية 3 أضعاف مقارنةً بغيرهم، فيما كان الخطر أقل بشكل ملحوظ عندما تم تطعيم الأمهات المصابات أثناء الحمل مسبقاً.
ووجد الباحثون أن التعرض داخل الرحم لفيروس "SARS-CoV-2" أثار "سلسلة التهابات" لدى الرضع، ما يزيد خطر اضطراب التنفس الذي يصيب في أغلب الأحيان الأطفال المولودين قبل الأوان، وفقاً لـ"Nature Communications".
أجريت الدراسة على 221 امرأة أصيبت بفيروس "SARS-CoV-2" أثناء الحمل، ولم تكن نتيجة اختبار أي من الأطفال إيجابية للعدوى عند الولادة، ولكن تم تشخيص إصابة حوالي 17% منهم بمشاكل في الجهاز التنفسي، وهو معدل أعلى من المتوسط بالنسبة لحديثي الولادة، حسب "The Hill".
ووُلد 21% من الأطفال الذين يعانون من ضائقة تنفسية لأمهات يعانين من أعراض حادة أو حرجة لـ"كوفيد-19"، في حين أن 6% فقط من الأطفال الذين لا يعانون من ضائقة تنفسية وُلدوا لنساء يعانين من مرض شديد، وفقاً لـ"News-medical".
وفي هذا الإطار، أوضحت مؤلفة الدراسة، د. "أوليفيا مان" -لشبكة "NBC News"- أن الرضع الذين كانوا يعانون من ضيق التنفس بقوا في المستشفى لمدة 24 يوماً تقريباً، مرجحةً أن تشمل العواقب طويلة المدى -لم تُحدد بعد- الربو، في حين أكدت أنه لن تعاني جميع الأمهات اللاتي يُصابن بفيروس كورونا أثناء الحمل من نتائج سلبية مع أطفالهن، نقلاً عن "The Hill".
وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن تلقي لقاح "كوفيد-19" آمن خلال الحمل، حيث يساعد على بناء الأجسام المضادة التي تحمي الطفل من الإصابة بالفيروس.
ويفضل أن تحافظ الأم على الوقاية من الإصابة بالأمراض خلال فترة حملها، لضمان سلامتها والجنين، من خلال الابتعاد عن المصابين بأي فيروسات معدية خاصةً "كورونا"، لتجنب إصابة الطفل بمشكلة تنفسية، يمكن أن ينتج عنها أعراضاً طويلة المدى.