السجائر الإلكترونية تعزز إدمان النيكوتين.. لا تنخدع بالتصميم والنكهات
في تطور علمي جديد يثير القلق بشأن السجائر الإلكترونية، كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية "Nicotine and Tobacco Research" أن أجهزة التدخين الإلكتروني من نوع "بود" (Pod-style) تُعزز الاعتماد على النيكوتين بشكل أكبر من علكة النيكوتين، خاصة بين فئة الشباب.
إنتشار السجائر الإلكترونية خاصة بين فئة الشباب
وبحسب الدراسة التي قادها فريق بحثي من جامعة ويست فيرجينيا (West Virginia University)، فإن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى تخفيف أعراض الانسحاب من النيكوتين بشكل أكثر فاعلية من علكة النيكوتين، كما أنها توفر إحساساً أكبر بالرضا لدى المستخدمين مما يجعل الإقلاع عن استخدامها أكثر صعوبة.
تأثير أقوى للسجائر الإلكترونية في تعزيز الإدمان
الدراسة التي شارك فيها 16 شاباً بالغاً من مستخدمي السجائر الإلكترونية بانتظام، أجريت في ظروف معملية محكمة، وطُلب من المشاركين الامتناع عن أي منتج يحتوي على النيكوتين طوال الليل ثم خضعوا لعدة جلسات متفرقة لاستخدام أجهزتهم الخاصة من السجائر الإلكترونية أو مضغ علكة نيكوتين أو علكة وهمية لا تحتوي على أي نسبة من النيكوتين.
وأظهرت النتائج بوضوح أن استخدام السجائر الإلكترونية كان أكثر فاعلية في تقليل الرغبة الشديدة في النيكوتين وتخفيف أعراض الانسحاب مقارنة باستخدام علكة النيكوتين سواء الفعالة أو الوهمية.
وكتب الباحثون في الدراسة: "أثبتت النتائج أن أجهزة البود الإلكترونية الخاصة بالمشاركين كانت أكثر تحفيزاً للإدمان مقارنة بعلكة النيكوتين النشطة أو حتى العلكة الوهمية".
النيكوتين السائل والملح.. السر وراء الإدمان الأقوى
يرى الباحثون أن السبب وراء فاعلية السجائر الإلكترونية في تعزيز الإدمان يعود إلى استخدام ما يُعرف بـ"أملاح النيكوتين" (Nicotine Salts) وهي تركيبة كيميائية تقلل من الطعم الحاد والمر الذي يصاحب تركيزات النيكوتين العالية الموجودة في "النيكوتين الحر" (Freebase Nicotine) المستخدم في وسائل بديلة مثل العلكة.
وأكدت أندريا ميلستريد، الباحثة الرئيسية بالدراسة وطالبة الدكتوراه في جامعة ويست فيرجينيا، في بيان صحفي صدر عن Oxford University Press، أن: "السجائر الإلكترونية الحديثة تملك قدرة هائلة على تعزيز الإدمان حتى لدى الفئات التي لم تكن مدمنة على النيكوتين من قبل لا سيما المراهقين والشباب".
التصميم الجذاب والنكهات اللطيفة يضاعفان الإقبال
وأشارت الدراسة إلى أن الفئات الأصغر سناً من غير المدخنين التقليديين تنجذب بشكل خاص إلى السجائر الإلكترونية بسبب عوامل متعددة أبرزها التصميم العصري المميز وتوفر نكهات لذيذة وإمكانية استخدامها بسرية تامة، إضافة إلى ذلك، فإن الطعم المقبول الناتج عن استخدام سوائل تحتوي على أملاح النيكوتين يجعل التجربة أكثر قبولاً مقارنة بالوسائل التقليدية لتعاطي النيكوتين.
مقارنة بالسجائر التقليدية
النتائج التي توصلت إليها الدراسة بشأن فاعلية السجائر الإلكترونية في تخفيف أعراض الانسحاب تتشابه إلى حد كبير مع ما تم ملاحظته سابقاً في المقارنة بين السجائر التقليدية وعلكة النيكوتين، مما يعزز من فكرة أن الأجهزة الإلكترونية الحديثة تحمل نفس المخاطر الإدمانية وربما تتفوق عليها في بعض النواحي.
الأجهزة الإلكترونية الحديثة تحمل نفس المخاطر الإدمانية للسجائر
توصيات وتحذيرات
ورغم أن الدراسة كانت محدودة النطاق من حيث عدد المشاركين، فإنها تقدم دليلاً إضافياً على المخاطر المتزايدة لاستخدام السجائر الإلكترونية خاصة في أوساط الشباب مما يتطلب مزيداً من التوعية والمراقبة التنظيمية لاستخدام هذه الأجهزة.
