مع التقدم في العمر ينخفض إنتاج الجسم لصبغة "الميلانين" المسؤولة عن تحديد لون الشعر؛ ما يؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي أو "الشيب" الذي يعتبر أحد مظاهر الشيخوخة، لكن قد يعاني بعض الشباب في العشرينيات من عمرهم من ظهور "الشيب المبكر".. فما السبب؟
رغم أن الشيب المبكر ناتج عن عوامل وراثية، فإنه في عصرنا الحالي هناك عوامل تساهم بشكل كبير في ظهوره لدى فئة كبيرة من الشباب وتشمل:
وافق معهد ولاية نيويورك للطب النفسي على دراسة تكشف عن علاقة التوتر والضغط النفسي بظهور الشعر الأبيض؛ حيث تم جمع الشعر الداكن والأبيض والثنائي اللون من مشاركين أصحاء؛ بعضهم من المعهد نفسه، وآخرون من مركز "إيرفنغ" بجامعة كولومبيا. وتوصلت النتائج إلى أن الذين لاحظوا ظهور شعر رمادي تعرضوا لأحداث مجهدة متكررة، بحسب مجلة "eLife".
ووفق ما ذكره موقع "Health.com" فإنه أثناء نمو الشعر، تتلقى الخلايا إشارات كيميائية وكهربية من داخل الجسم، بما في ذلك هرمونات التوتر التي تسبب تغييراً في البروتينات والجزيئات الأخرى الموجودة في جذع الشعر المتنامي؛ ما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض.
شاري ليبنر الأستاذ المشارك في طب الأمراض الجلدية السريرية بمركز وايل كورنيل الطبي الأمريكي، أوضحت لموقع "USA TODAY" أن بعض المحفزات البيئية، مثل التعرض المفرط لأشعة الشمس، يساهم في تدمير الخلايا التي تعطي الشعر لونه؛ لأن الأشعة فوق البنفسجية تخلق جذوراً حرة مدمرة للخلايا.
عندما تنخفض مستويات الفيتامينات والمعادن بالجسم كالكالسيوم والنحاس والزنك وفيتامين "ب 12" والحديد وحمض الفوليك والسيلينيوم والبروتين؛ يحدث ظهور مبكر للشعر الرمادي، خاصةً في العشرينيات.
وكشفت أدلة نُشرت في مجلة "Skin Appendage Disorders"، أن تناول مكملات فيتامين "ب" المركب يمكنها المساهمة في منح الشعر الرمادي لوناً أغمق.
الإصابة ببعض المشكلات الصحية يمكن أن تساهم في ظهور الشعر الرمادي بشكل ملحوظ؛ فعلى سبيل المثال، يُعتبَر داء "الثعلبة" مرضاً مناعياً ذاتياً يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر، كما قد يظهر لدى المصابين شعر رمادي في مناطق الإصابة. والمشكلة نفسها قد تظهر لدى مصابي البهاق.
وبعض العادات التي نمارسها قد تلعب دوراً في ظهور الشيب المبكر بشكل غير مباشر؛ حيث تسرع من إتلاف بصيلات الشعر، ومنها:
كشفت دراسة في 2020 عن أن التعرض لدخان التبغ يسبب تراكم النيكوتين في بصيلات الشعر خلال دورة نموه، كما أن تساقط الشعر والشيب المبكر أكثر انتشاراً بين المدخنين.
الاستخدام المتكرر للحرارة ومجففات الشعر وأجهزة الفرد والمواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر، تساهم في إلحاق الضرر به ويزيد من خطر ظهور الشعر الأبيض.
يتساءل البعض إذا ما كان يمكن مكافحة الشعر الأبيض وعودة لونه الطبيعي مرة أخرى. والحقيقة أنه وفق آراء الخبراء فإن هذا يعتمد على عدة عوامل؛ من بينها الجينات؛ فإذا كان الشيب المبكر وراثياً فلا توجد طريقة لمكافحته والسيطرة عليه.
وإذا كان الشيب المبكر ناتجاً عن نقص العناصر الغذائية بالجسم أو مشكلة صحية مثل أمراض الغدة الدرقية، فإن علاج الحالة قد يكون مفيداً.
ويرى بعض الخبراء أن خفض مستويات التوتر والتركيز على تقنيات تساعد على الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوجا، يمكنه تحسين مشكلة الشيب المبكر.